img
IMG_٢٠٢٣٠١٣٠_١٨٠٢١٧_٣٦٣
  • الإثنين, 30 يناير, 2023, 04:05 م

متابعات


كنا ندرس في هذا السن "رجال حول الرسول" وفي الإعدادية درسنا سيرة خالد بن الوليد وصلاح الدين الايوبي، اليوم اطفالنا يدرسون هاني طومر ومعاذ الجنيد وحسن الملصي، نحن نعيش كارثة حقيقية، اليمن تنهار".

بهذه العبارة علق أحد اولياء امور الطلاب على كتاب التاريخ للصف السادس الابتدائي الذي يمجد شخصيات حوثية ويدرس سيرة أطفال ساقوا أنفسهم الى الهاوية نتيجة التعبئة الخاطئة ويصفهم بالأبطال العظماء، ويضيف ولي الامر ان غرض الميليشيات الحوثية هو خلق الاف النسخ من المدعو " هاني طومر" الذين يتركون اهاليهم ومستقبلهم وينجرون للموت في سبيل بقاء الانقلاب وعودة نظام العبودية والقمع.

عبث ممنهج

ومع كل تغيير جديد يطرأ على المناهج التعليمية يصاب أولياء الأمور بالهلع من عملية غسيل العقول التي يتعرض لها أبناءهم تدريجيا، فمنذ عام 2015، بدأ الحوثيون بتنفيذ مخطط تغيير المناهج الدراسية وكان تعيين شقيق زعيم الجماعة يحيى بدر الدين الحوثي وزيراً للتربية والتعليم، بمثابة تدشين لهذه المرحلة وهو الذي لا يحمل اي مؤهل علمي.

من بعدها بدأ الحوثيون بتغيير مناهج التاريخ، فحذفوا مصطلحات الفتوحات الاسلامية وسير القادة العظماء وفي نفس الوقت عظموا من شأن الائمة الذين ارتكبوا المجازر في حق اليمنيين مخالفيهم، والذين يمثلون اليوم قدوة للحوثيين يسيرون على خطاهم.

قتل المستقبل

الطفل "هاني طومر "١٤ عاما جعله الحوثيون مثالا يقتدى به في إهلاك النفس دفاعا عن الانقلاب، وحرصاً من الجماعة على تلميعه واشهاره سمت احدى المدارس في امانة العاصمة باسمه و اطلقت على شارع في باب اليمن اسم "شارع الشهيد هاني طومر " بلافتة رسمية من امانة العاصمة، واضافته في الطبعة الجديدة للمناهج الدراسية، في الوقت الذي الغت الكثير من الاسماء الوطنية التي يعتبرها اليمنيين مثالا حقيقيا للتضحية كالشهيد العلفي و الهندوانة والملازم الشراعي صاحب اول طلقة دبابة في دار البشائر يوم 26سبتمبر 1962 م، واستبدلت تلك الاسماء بأطفال مغرر بهم، كما يقول الاستاذ الحكومي " عبدالمجيد مطهر " رموا بأنفسهم للموت بدون هدف ولا قضية، ويريدون من باقي الاطفال ان يحذو حذوه لكي يبقى اليمن بلا مستقبل ولا امل في غد افضل".

ويعتبر الاطفال دون الـ18 عاما، وقود الة الحرب الحوثية والمستهدف الرئيسي لعمليات غسيل العقول التي تقوم بها الميليشيات، وبحسب تقرير أممي تم رفعه لمجلس الأمن الدولي نشر مطلع العام ٢٠٢٢ فإن 1406 طفلا تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً، جندهم الحوثيون وقتلوا في الحرب، كما وثق التقرير وقوع 672 هجوماً على منشآت تعليمية.

انفجار وشيك

ويرى الدكتور "فضل الاحمدي" استاذ علم الاجتماع في جامعة حضرموت، ان " تلغيم المناهج الدراسية بهذه الاسماء والشخصيات يحرض الطفل على  ابناء مجتمعه ويصور له ان ترك المدرسة والانطلاق لقتل ابناء بلده عمل بطولي يستحق صاحبه ان يوضع في غلاف كتب المناهج، وقد ينتج عن ذلك تداعيات تراكمية حقيقية على المدى البعيد، فعندما يؤمن الطفل ان البطولة ليست في التقدم العلمي والشعر والادب بل في الارتماء امام سيل الرصاصات، فسيدخل في صراع مع والديه واسرته التي لا تعتقد بالضرورة ما يعتقده هو  وينشأ "الطفل القاتل"  وفي اغلب الاحيان يبدأ هذا الفتى او الطفل بأقرب الناس اليه".

ويتابع قائلا:" هذه المناهج كتبت لتخريج دفعات من القناصة والانتحاريين وعبيد السيد لا لتخريج الاطباء والمعلمين والمهندسين، وبالتالي يجب على منظمات حقوق الإنسان وبالأخص منظمة الطفولة " اليونيسف" التدخل العاجل لمنع انفجار وشيك سيودي بالطفولة الى المجهول لعشرات السنين ".