
كتابات
في مدينة يسكنها اكثر من 4 مليون نسمة تخنقها الحرب والقصف اليومي، ويقتلها الحصار منذ 8 سنوات، مثل الجانب الأمني فيها أحد أبرز التحديات، باعتبار الأمن أساساً في استقرار الحياة والحفاظ على النظام العام؛
فقد فقدت شرطة محافظة تعز بسبب الحرب كل مقومات البنية التحتية في المباني والأقسام والأجهزة والأطقم والعربات والأفراد المؤهلين والقيادات المتخصصة.
والناظر اليوم للحالة الأمنية في محافظة تعز برغم العراقيل والمعوقات وضعف الإمكانيات والتدمير الممنهج الذي تعرض له قطاع الأمن يشهد تحسناً ملموساً في الأداء الأمني وحماية السلم المدني.
وإذا ما نظرنا إلى الإمكانيات التي كانت تمتلكه شرطة تعز في سنوات ماقبل الانقلاب في 2014م من بنية تحتية، حين كانت ميزانيتها التشغيلية الشهرية 300 مليون ريال ودعم لوجستي من وزارة الداخلية، مقارنة بما تمتلكه اليوم فإننا سنلاحظ تطوراً كبيراً في الأداء الأمني رغم الظروف القائمة، باستثناء بعض الاختلالات الناتجة عن سلوكيات الحرب وانتشار السلاح وفرضها واقع الحرب.
وبكل إنصاف استطاعت شرطة تعز أن
تحقق انجازات ملموسة في إعادة البناء والترتيب الإداري وتفعيل المرافق، وضبط الحالة الأمنية بشكل كبير، والانتشار الأمني في كل المربعات والمناطق والمديريات، رغم انعدام الامكانيات اللوجستية والتشغيلية وانقطاع الرواتب لأشهر.
وما حققته الحملات الأمنية من نتائج بارزة في الحد من الاختلالات الأمنية، ومحاربة الجريمة وضبط اغلب المطلوبين أمنياً واكتشاف العناصر المخلة بالأمن والاستقرار، يؤكد مدى أهمية استشعار رجال الأمن وقيادة شرطة تعز لمسؤوليتهم ودورهم في حماية تعز من الداخل وسلمها المدني.
ثقة المجتمع بأداء الأجهزة الأمنية تزداد يوما بعد يوم وهي تحقق نتائج طيبة؛ وهذا يستدعي من الجميع تعزيز هذا الدور وتحفيزه، وقطع الطريق أمام حملات التشويه المنظمة التي تنال من دور المؤسسة الأمنية من قبل خصوم تعز وأقلامها النزقة.